موجة حر شتوية نادرة على القطب الشمالى تثير قلق العلماء




شهد القطب الشمالي موجة حر شتوية نادرة، حيث تجاوزت درجات الحرارة درجة التجمد، ما أثار قلق علماء المناخ.


وسجلت درجات الحرارة في القطب الشمالي ارتفاعا حادا، حيث تجاوزت مستوياتها نقطة التجمد بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري الشتوي المتطرفة، وتشير التقارير إلى أن درجات الحرارة ارتفعت بمقدار 20 درجة مئوية فوق المتوسط ​​الموسمي، ما أثار مخاوف بين علماء المناخ بشأن تأثيرها على فقدان الجليد في القطب الشمالي واتجاهات الاحتباس الحراري على المدى الطويل، ويقال إن الحدث، الذي وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع، من بين أكثر حالات الاحتباس الحراري الشتوي تطرفا المسجلة في المنطقة.


ارتفاع درجة الحرارة بالقرب من القطب الشمالي


وبحسب ما أوردته صحيفة الجارديان، تجاوزت درجات الحرارة في القطب الشمالي 0 درجة مئوية منتصف الأسبوع الجارى،  وأكدت بيانات من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي هذا الاتجاه الكبير نحو الاحترار، بينما سجلت عوامة الثلج في القطب الشمالي قراءة لدرجة الحرارة بلغت 0.5 درجة مئوية.


وقال ميكا رانتانين، الباحث في المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية، لصحيفة الجارديان إنه على الرغم من أن تقدير التغيرات الدقيقة في درجات الحرارة في المواقع النائية في القطب الشمالي لا يزال صعبًا، فإن النماذج تشير إلى انحراف يزيد عن 20 درجة مئوية.


نظام الطقس فوق أيسلندا مرتبط بارتفاع درجات الحرارة 


وقال جوليان نيكولاس، أحد كبار العلماء في خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، لصحيفة الجارديان إن نظام الضغط المنخفض العميق بالقرب من أيسلندا كان مسؤولاً عن توجيه الهواء الدافئ نحو القطب الشمالي ، وتضخمت هذه الظاهرة بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر في شمال شرق المحيط الأطلسي ، وذكر نيكولاس أنه في حين أن مثل هذه الأحداث الجوية نادرة، إلا أن الأمر يتطلب مزيدًا من التحليل لتحديد تواترها.


السوابق التاريخية ومخاوف تغير المناخ


وقد تم تسجيل حالات سابقة من ارتفاع درجات الحرارة الشديد في القطب الشمالي ،  ففي ديسمبر 2016، وصلت درجات الحرارة في القطب الشمالي إلى نحو 32 درجة فهرنهايت خلال موجة حر شتوية.


تشير الدراسات إلى أن القطب الشمالي يشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بمعدل أسرع بنحو أربع مرات من بقية العالم، وهي الظاهرة المعروفة باسم تضخيم القطب الشمالي.


ويؤدي فقدان الجليد البحري العاكس إلى تسريع ارتفاع درجات الحرارة من خلال زيادة امتصاص الطاقة الشمسية . والمجتمعات الأصلية والحياة البرية في القطب الشمالي، بما في ذلك الدببة القطبية والحيتان، معرضة بشكل خاص لهذه التغيرات، التي تهدد موائلها وبقائها على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *