سام ألتمان: وكلاء الذكاء الاصطناعى سيؤدون قريبًا وظائف مهندسي البرمجيات




كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن الشركة بدأت في إطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي متقدمين يمكنهم أداء العديد من المهام التي يقوم بها مهندسو البرمجيات من ذوي الخبرة المتوسطة. وأكد أن هذه الوكلاء سيصبحون بمثابة “زملاء عمل افتراضيين” للبشر في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل العديد من الصناعات.


الذكاء الاصطناعي يقترب من تعويض مهندسي البرمجيات


في منشور حديث، أوضح ألتمان أن وكلاء الذكاء الاصطناعي قادرون بالفعل على إنجاز مهام يقوم بها مهندس برمجيات يعمل في شركة تقنية كبرى، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى إشراف بشري ولن يكونوا قادرين على ابتكار أفكار ثورية بمفردهم. وأضاف أن هذه الوكلاء يمكن أن يعملوا على نطاق واسع، قائلاً: “تخيل وجود 1000 منهم أو حتى مليون”، مشبهًا تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد بتأثير الترانزستور، الذي غيّر الصناعات لكنه أصبح جزءًا غير مرئي من حياتنا اليومية.


تأتي تصريحات ألتمان في وقت يقترب فيه الذكاء الاصطناعي العام (AGI) من أن يصبح حقيقة، وهو النوع من الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه التعامل مع المشكلات المعقدة على مستوى الإنسان في مجالات متعددة. ويرى ألتمان أن هذه التطورات ستؤدي إلى تسريع النمو الاقتصادي وتوسيع قدرات الأفراد، متوقعًا أن يتمكن كل شخص في المستقبل القريب من تحقيق ما يحققه أكثر الأشخاص تأثيرًا اليوم.


تحولات جذرية في سوق العمل التقني


تزامنت تصريحات ألتمان مع إعلان مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، عن خطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في استبدال مهندسي البرمجيات ذوي المستويات المتوسطة. وأوضح زوكربيرغ أن الذكاء الاصطناعي في شركته وغيرها من الشركات الكبرى سيصبح قادرًا على كتابة الأكواد البرمجية، مما سيقلل الحاجة إلى المبرمجين البشر.


ووفقًا لتقارير، فإن رواتب مهندسي البرمجيات من المستوى المتوسط في ميتا تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات سنويًا، وهو ما قد يجعل الشركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتخفيض هذه التكاليف.


جوجل تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كتابة الأكواد


من جهتها، أكدت Google أن أكثر من 25% من الأكواد الجديدة التي يتم تطويرها داخل الشركة يتم إنشاؤها بالفعل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تدخل المهندسين البشريين فقط في المراجعة النهائية.


على الرغم من تأكيدات الشركات الكبرى أن هذه التغييرات لن تؤثر على العمالة البشرية، فإن الواقع يشير إلى تسريح آلاف الموظفين مؤخرًا تحت ذريعة تقليل التكاليف أو تحسين الأداء. وإذا أثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على القيام بالمهام بنفس كفاءة البشر، فمن المحتمل أن تستبدل الشركات المزيد من الوظائف البشرية بوكلاء ذكاء اصطناعي، مما قد يؤثر بشكل خاص على المبرمجين في المستويات المتوسطة.


مع التقدم السريع في قدرات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن المهندسين والمطورين قد يحتاجون إلى تحسين مهاراتهم والتركيز على الأدوار الإبداعية والمعقدة لضمان استمرارهم في سوق العمل. تشير هذه التطورات إلى تحول جوهري في مستقبل العمل التقني، حيث قد يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا حتميًا وليس مجرد أداة مساعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *