تقنية الأشرعة الشمسية.. مستقبل جديد لمراقبة الطقس الفضائى
ستعمل الأقمار الصناعية المجهزة بأشرعة شمسية قريبًا على تحسين الإنذارات المبكرة لأحداث الطقس الفضائى التى قد تعطل البنية التحتية التكنولوجية على الأرض.
وتم استكشاف هذه الأشرعة، التى تستغل ضوء الشمس للدفع، كبديل فعال من حيث التكلفة لأنظمة الدفع التقليدية، ويعتقد العلماء أن هذا التقدم يمكن أن يعزز مراقبة النشاط الشمسى ويوفر تنبيهات مبكرة للعواصف الجيومغناطيسية، مما يقلل من المخاطر المحتملة على شبكات الطاقة والأقمار الصناعية وأنظمة تحديد المواقع العالمية وعمليات الحركة الجوية.
وتعمل أنظمة التنبؤ بالطقس الفضائى الحالية من نقطة ثابتة فى الفضاء، لكن تقنية الأشرعة الشمسية يمكن أن تسمح للأقمار الصناعية بالتحرك خارج المواقع التقليدية لتحسين جمع البيانات.
التقدم فى التنبؤ بالطقس الفضائي
وبحسب ما ذكره موقع سبيس دوت كوم، ووفقًا لمكتب مراقبة الطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى (NOAA)، والذى يدير أنظمة الأقمار الصناعية التشغيلية، فإن الأشرعة الشمسية يمكن أن تسمح للمركبات الفضائية بالسفر إلى ما بعد نقطة لاغرانج الأولى (L1) بين الأرض والشمس.
ويوفر هذا الموقع، الذى يبعد حوالى 1.5 مليون كيلومتر عن الأرض، موقعًا مستقرًا لمراقبة الشمس. وقال عرفان عظيم، رئيس قسم الأبحاث للعمليات وتخطيط المشاريع فى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى، لموقع سبيس دوت كوم أن الأشرعة الشمسية تقدم بديلًا أكثر كفاءة للدفع الكيميائى، مما يتيح للأقمار الصناعية التحرك عكس اتجاه L1 لاسترجاع البيانات بشكل أسرع، ويمكن أن يؤدى هذا إلى تمديد أوقات التنبيه للعواصف الجيومغناطيسية بنسبة تصل إلى 50%.
مهمة جديدة قيد التنفيذ
ويركز مشروع Solar Cruiser، وهو عبارة عن تعاون بين NOAA و NASA، على تطوير مركبة فضائية كاملة الحجم تعمل بالشراع الشمسى، وتم تصميم الشراع، الذى تبلغ مساحته 1653 مترًا مربعًا، ليتم نشره بأربعة أرباع فردية.
وأفادت NOAA أنه من المتوقع أن يكتمل بناء الأرباع بحلول فبراير 2026، مع خطط لتأمين إطلاق رحلة مشتركة بحلول عام 2029، ويشعر العلماء بالتفاؤل بشأن تأثير هذه التكنولوجيا فى التنبؤ بالطقس الفضائى، حيث يمكن أن توفر الكشف المبكر عن التوهجات الشمسية والقذف الكتلى الإكليلى، مما يحسن فى النهاية الاستعداد لأحداث الطقس الفضائى المدمرة.