إيلون ماسك بين السياسة والتقنية (4).. وضع أعماله فى عهد بايدن
عندما نتتبع رحلة إيلون ماسك بين فترتى ولاية ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، يجب أن نرصد طبيعة العلاقة مع الرئيس السابق “جو بايدن”، والتى تكشف عن جانب كبير من عالم الأعمال والسياسة فى حياة الملياردير، وتشير إلى أحد الأسباب القوية وراء دعم إيلون ماسك لترامب مؤخرا، وهنا نرصد كل هذه التفاصيل فى الحلقة الرابعة من سلسلة “إيلون ماسك بين السياسة والتقنية”.
كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية خلال فترة تولى بايدن، إن إمبراطورية إيلون ماسك العالمية، باتت تمثل مشكلة مؤرقة لواشنطن، فما بين شركاته المتعددة: تويتر وستارلينك وسبيس إكس وتسلا، ازداد نفوذ ماسك، الرئيس التنفيذى لهذه الشركات، وجعلته مصدر صداع كبير للرئيس الأمريكى جو بايدن.
وتحدثت الوكالة فى البداية عن ظهور ماسك، أثناء حضوره مباراة نهائى كأس العالم الأخير بين فرنسا والأرجنتين فى قطر، مع سيدة تبين أنها مذيعة روسية من أشد مؤيدى بوتين، مما سبب عدم ارتياح فى واشنطن، ورغم أن ماسك لم يبد تفاعل مع السيدة أو حتى بدا أنه يعرفها، إلا أن الموقف يوضح، من وجهة نظر المسئولين الأمريكيين المشكلة التى يمثلها ماسك، فمنذ شرائه تويتر فى أكتوبر 2022 مقابل 44 مليار دولار، أصبح الملياردير الأمريكى يسيطر على خمس شركات فى خمس قطاعات مختلفة ما بين النقل والفضاء والصحة والاتصالات والسوشيال ميديا، وجميعها تتقاطع مع الحكومة بدرجات متفاوتة، مما يمنح ماسك نفوذا عالميا لا يضاهى.
إيلون ماسك بين السياسة والتقنية (1).. كيف تأثرت ثروته بفوز ترامب؟
إيلون ماسك بين السياسة والتقنية (2).. مزايا حصلت عليها شركاته التكنولوجية
إيلون ماسك بين السياسة والتقنية (3).. 10 تواريخ تكشف عن علاقته بترامب (إنفوجراف)
تدعم سيارة تسلا الكهربائية أجندة بايدن للمناخ، وتحافظ شركة سبيس إكس على طموحات وكالة ناسا لاستكشاف الفضاء، كما أن شبكة ستارلينك التابعة لها، والتى يرجح أنها أكبر أسطول من الأقمار الصناعية المملوكة للقطاع الخاص فى العالم، تعد شريان حياة للاتصالات للقوات الأوكرانية التى تحارب الروس، لكن فى تويتر، يسبب ماسك وطريقة إدارته للمنصة قلقا لفريق بايدن، فمنذ استحواذه على الشركة، أفسد ماسك، بحسب بلومبرج، موظفيها، وتخلى عن أى مظهر من مظاهر الإشراف على المحتوى، مما سمح بازدهار المعلومات المضللة، وأحيانا على حسابه الخاص الذى كان يتابعه نحو 132 مليون شخص وقتها.
كما أنه تحالف بشكل متزايد مع الجمهوريين الذين يزعمون أنهم خضعوا للرقابة من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى، وأيد ماسك علنا معارضى بايدن.
وفى ظل ذلك، خشى بعض كبار المسئولين فى إدارة بايدن من أن ماسك، بين إمبراطورية أعماله وثروته الهائلة وتحالفاته الساسية، يقترب من أن يكون شخص لا يمكن المساس به، فعلى سبيل المثال، يبدو أن ماسك يقرر وحده كيف يمكن أن تستخدم أوكرانيا خدمة ستارلينك، وهى صلاحية شبه رئاسية غير معتادة لشركة دفاعية.
كما أنهم شعروا بقلق بسبب زيادة بصمة تسلا فى الصين، واعتماد ماسك على تمويل من الشرق الأوسط فى صفقة تويتر، الذى ربما يجعله عرضة للتلاعب الأجنبى.
وذكرت شبكةCNN ، أن الرئيس جو بايدن أقر أن علاقة إيلون ماسك مع الدول الأخرى “تستحق النظر”، لكنه رفض أن يقول كيف يمكن القيام بذلك، حيث قال عندما سُئل عما إذا كان ماسك يشكل تهديدًا للأمن القومي: “أعتقد أن تعاون إيلون ماسك وعلاقاته الفنية مع دول أخرى تستحق النظر، سواء كان يفعل أي شيء غير لائق أم لا.. لكن هذا كل ما سأقوله”، وعندما سأل أحد المراسلين في الغرفة، “كيف؟”، رد الرئيس: “هناك الكثير من الطرق”.
وقبل أن يكمل ماسك عملية الاستحواذ التي تبلغ قيمتها 44 مليار دولار، ذكرت بلومبرج أن مسؤولي إدارة بايدن كانوا في مناقشات مبكرة حول إمكانية إخضاع بعض مشاريع ماسك لمراجعات الأمن القومي، بما في ذلك الاستحواذ على تويتر.
وبدا أن الخلاف بين الرجلين قد وصل إلى ذروته عندما قال ماسك إنه لم يعد يخطط للتصويت للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكتب ماسك على تويتر: “لقد فعلت هذه الإدارة كل ما في وسعها لتهميش وتجاهل تسلا”.