التفسير العلمى لتأثير “الانشغال الشديد” والدافع المستمر للإنتاجية على أدمغتنا




هل أنت شخص مهووس بأن يكون منتجًا طوال الوقت؟ حقيقة الأمر هي أنه لا يوجد شيء أكثر إرهاقًا من أن تكون في دافع مستمر لجعل كل لحظة مثمرة، لذا توفير الوقت في عملية يحتاج المرء إلى القيام بها عدة مرات في اليوم يمكن أن يوفر عليك ساعات، حيث يأتي العلم لإنقاذ الملايين من المهنيين الذين قد يتجاهلون صحتهم في سعيهم لتحقيق الإنتاجية القصوى.


يجب على المرء أن يفهم أنه يوجد اليوم العديد من الأسباب لتجنب وضع نفسه تحت ضغط لا هوادة فيه، وفقًا لتقرير نشر في مجلة NewScientist، وخلافًا للاعتقاد السائد، فإن الدفع نحو المزيد من الإنتاجية وهذا الدافع لجعل كل شيء منتجًا يمكن أن يؤثر على أدمغتنا، مما يقلل من قدرتنا على التفكير بشكل إبداعي.


يوضح البحث الذي استشهد به المنشور أن هذا له علاقة كبيرة بحزمة صغيرة من الخلايا العصبية ذات اللون الأزرق في جذع الدماغ المعروفة باسم الموضع الأزرق، يقال إن هذا الهيكل يعمل مثل رافعة التروس التي تحدد وتيرة قدرة المعالجة في دماغنا.


ما هو الموضع الأزرق؟

 


بكلمات بسيطة، يعد Locus Coeruleus جزءًا صغيرًا من الدماغ يتحكم في مدى تركيزنا وتنبيهنا، تخيلها كآلية تبديل التروس في السيارات، يقوم هذا الجزء من الدماغ بالتبديل بين ثلاث “تروس” تؤثر على كيفية عمل دماغنا.




الترس 1 هو عندما يكون عقلك مرتاحًا أو مسترخيًا، كما هو الحال عندما تحلم أو تترك عقلك يتجول بحرية، الترس 2 هو عندما تكون مركزًا ولكن غير متوتر، وفقا للباحثين هذا هو الوقت الذي يمكنك فيه التركيز والإبداع وحل المشكلات.


من ناحية أخرى، فإن Gear 3 يحدث عندما تكون في وضع الأزمة، أو في حالة تأهب شديد أو حتى قلق، كما لو كنت تحت ضغط كبير أو خطر وشيك.


يظهر البحث أنه في Gear 2، يقوم دماغنا بأفضل ما لديه حيث يمكنك التفكير بوضوح والإبداع واتخاذ القرارات، في حين أن Gear 3 مفيد في حالات الطوارئ، إلا أنه ليس رائعًا عندما يتعلق الأمر بالتفكير طويل المدى.


وإذا ضغطت على نفسك بشدة، مثلما تشعر دائمًا بالقلق من إنجاز الأمور على الفور، يمكن أن يعلق عقلك في Gear 3، مما يجعل التفكير الإبداعي صعبًا.


بناءً على الأبحاث، إذا كنت تتعرض للضغط بشكل مستمر، فإنك تجبر الدماغ على العمل بكامل طاقته طوال الوقت، وهذا يضر بشكل أساسي بقدرة الدماغ على التفكير بشكل جيد.

يقول الباحثون إنه من المهم إعطاء عقلك فترة راحة والسماح له بالانتقال إلى Gear 1 من حين لآخر، لأن فترة التوقف هذه، التي يمكنك خلالها الاسترخاء أو المشي أو أخذ قسط من الراحة، يمكن أن تساعد في الواقع عقلك على أن يكون أكثر كفاءة عندما تدعو الحاجة إلى التواجد في Gear 2 .


الأسباب التي تجعل Gear 3 خبرًا سيئًا


عندما يكون الدماغ في  Gear 3، في حالة تأهب شديد وفي وضع الأزمة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى العديد من النتائج السلبية وفقا للبحث.

فيما يلي الأسباب التي تجعل العمل بكامل طاقته يؤثر على دماغك.


انخفاض التفكير التحليلي والإبداعي: عندما تعمل في Gear 3 طوال الوقت، فإن عقلك يتدافع للرد على الفور، وسيتجاهل التفكير بعمق. هذا يعني أنه من غير المرجح أن تفكر بشكل خلاق لحل المشكلات، وهذا يقلل بشكل أساسي من قدرتك على حل المشكلات المعقدة.


زيادة التوتر والقلق: تم تصميم Gear 3 لفترات قصيرة من التركيز الشديد، خاصة في حالات الطوارئ، وفي حال كنت عالقاً في هذا الوضع باستمرار، فقد يؤدي ذلك إلى التوتر والقلق.


التعب العقلي: إن البقاء دائمًا في وضع الأزمة يستهلك أيضًا الكثير من طاقتك العقلية ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى التعب العقلي والإرهاق.


ضعف جودة العمل: سيؤثر ذلك أيضًا على جودة عملك حيث قد لا يتفاعل الشخص مع قدرة دماغه الكاملة على العمل المتعمق.


انخفاض الإنتاجية على المدى الطويل: ومن المفارقات أن التواجد في Gear 3 يمكن أن يقلل من إنتاجية الشخص على المدى الطويل. يقول الباحثون أن الضغط المستمر للحفاظ على سير كل شيء بأقصى سرعة يقلل في النهاية من إنتاجيتك.


أكبر ما يمكن تعلمه هنا هو أن Gear 3 قد يبدو منتجًا في الوقت الحالي، ولكنه يؤدي إلى مشكلات طويلة المدى، باختصار إن الانشغال الشديد في جميع الأوقات ليس دائمًا أفضل طريقة لإنجاز العمل، ينبغي للمرء أن يترك عقله يسترخي في بعض الأحيان.


 




 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *