بعد حادث لبنان.. هل تغير الحروب الإلكترونية شكل الصراعات فى المستقبل؟
يطرح حادث انفجار أجهزة النداء اللاسلكية “بيجر”، التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله، أمس الثلاثاء، تساؤلات عديدة حول خطورة الحروب الإلكترونية، وكيف ستولى هذه الحروب، كافة أشكال الصراعات فى المستقبل، وكيف يمكن بالنقر على زر معين أن يتحول الجهاز بين يديك لقنبلة تنفجر وتلحق خسائر بالأرواح وكل ما يحيط بها.
كيف يتم استخدام الأجهزة الإلكترونية كأداة للحروب في المستقبل؟
وكشف تقرير صادر عن الموسوعة البريطانية المحدودة، أن الحرب الإلكترونية، تكون بمثابة استخدام استراتيجي للطيف الكهرومغناطيسي، ضد عدو في صراع عسكري، وهو ما لجأت اليه إسرائيل للانتقام من أعضاء حزب الله، ويعد الشتويش هو أكثر أنواع الحرب الإلكترونية شيوعًا، خاصة الذي يندرج ضمن فئة التدابير الإلكترونية المضادة (ECM)، والتنصت على اتصالات العدو، وهو ما يُعرف باسم جمع ذكاء الإشارات (SIGINT)، و الغرض من التشويش هو الحد من قدرة العدو على تبادل المعلومات عن طريق تجاوز البث اللاسلكي أو عن طريق إرسال إشارات لمنع كشف الرادار أو نقل معلومات كاذبة.
وأوضح التقرير أن جمع المعلومات الاستخبارية، بات أكثر أهمية فيما يتعلق مباشرة بالتعقيد التقني المتزايد للحرب الحديثة، وأصبح يلعب الآن دورًا مهمًا في تحديد ما إذا كانت الدول ستخوض الحرب في المقام الأول.
لماذا الحرب الإلكترونية مهمة؟
وتعتمد القدرات العسكرية الحديثة بشكل متزايد على الطيف الكهرومغناطيسي،حيث يعتمد المقاتلون على الطيف للتواصل مع بعضهم البعض وقادتهم، لفهم البيئة وإبلاغ القرارات، لتحديد الأهداف بدقة والاشتباك معها.
الحرب الإلكترونية هي لعبة القط والفأر
وتقوم الحرب الإلكترونية على السرية السرية والابتكار التكنولوجي، فقد لعبت دوراً هاماً في مساعدة القادة العسكريين على الحفاظ على التفوق الاستراتيجي في ساحة المعركة التي تشهد تقدماً تكنولوجياً سريعاً.
ومع تعلم الدول كيفية استغلال الطيف الكهرومغناطيسي لتحقيق ميزة عسكرية في مجالات مثل الاتصالات والملاحة والرادار، عمل الاستراتيجيون والعلماء العسكريون في وقت واحد على تصميم طرق لحرمان خصومهم من هذه المزايا المماثلة، ونشأت ديناميكية القط والفأر في المنافسة على التفوق الطيفي.
ومع انتشار الإلكترونيات التجارية بأسعار معقولة، يعني أن الحرب الإلكترونية لم تعد حكراً على الدول الغنية؛ بل أصبحت الآن ساحة معركة للدول الأصغر وحتى الجهات الفاعلة غير الحكومية، وتساعد الحرب الإلكترونية في فرز هذا التعقيد، والتأكد من أن أنظمتنا قادرة على التواصل وتحديد الرادار المعادي ومكافحته.
سنجد أن إسرائيل لجأت إلى الحيل الإلكترونية خلال عدوانها على غزة، وهذا ما نفذته خلال هجومها المفاجئ على أعضاء حزب الله، حيث تشير المعلومات أنه قد تم استهداف أجهزة البيجر والتي يستخدما حزب الله لتبادل الرسائل، حيث تم اختراقها واستهدافها لتتحول إلى قنبلة أسفرت عن هذا الحادث الأليم.