الأمية التكنولوجية.. جهل رقمى يعمق الفجوة الاجتماعية ووسيلة لتدمير الشعوب




فى عصر يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، أصبحت الأمية التكنولوجية واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، فعدم الوعى بالتقنيات الحديثة وقلة الوصول إلى التعليم التكنولوجي لا يؤدى فقط إلى تضخم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، بل يُمكّن القوى الاستبدادية من السيطرة على الأفراد غير الملمين بالتكنولوجيا، مما يزيد من ضعفهم فى مواجهة استغلال هذه الأدوات.


 


– ماهى الأمية التكنولوجية وتأثيرها: 


الأمية التكنولوجية هى عدم القدرة على التعامل مع الأدوات التكنولوجية أو فهم آليات عملها، وهذا الجهل يعيق الأفراد من المشاركة الفعّالة في المجتمع الرقمي الحديث، على الرغم من أن التكنولوجيا تُعد أداة لتحسين حياة البشر، إلا أن عدم فهمها أو تجاهل تعليمها يجعل شريحة كبيرة من المجتمع عرضة للاستغلال والتهميش.


– الفجوة الرقمية بين الطبقات الاجتماعية: 


مع تطور التكنولوجيا، تتسع الفجوة بين الفئات التي تتمتع بإمكانية الوصول إلى التعليم التكنولوجي وتلك التي لا تمتلك هذا الامتياز، فالأمية التكنولوجية تؤدي إلى تفاوت في الفرص الاقتصادية والتعليمية، مما يعمّق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، فبينما يمكن للأفراد الذين يمتلكون مهارات تكنولوجية الاستفادة من فرص العمل المتزايدة عبر الإنترنت، يبقى غير المتعلمين تكنولوجيًا محصورين في وظائف محدودة أو غير قادرين على تحسين مستوى معيشتهم.


– الاستبداد واستغلال الجهل التكنولوجي: 


  يُسهّل الجهل التكنولوجي سيطرة الأنظمة الاستبدادية على المجتمعات من خلال الرقابة على وسائل الاتصال والتلاعب بالمعلومات، الأفراد غير الملمين بكيفية استخدام التكنولوجيا لا يستطيعون التحقق من الأخبار أو المصادر، وبالتالي يصبحون فريسة سهلة للدعاية المضللة والمعلومات المزيفة التي تُستخدم كأدوات لتعزيز سلطات استبدادية، كما يمكن استخدام الجهل الرقمي لإضعاف الحركات الاحتجاجية ومنع التواصل بين الأفراد، مما يُعزز سيطرة هذه الأنظمة.


– الحلول والتعليم التكنولوجي: 


لمواجهة هذا الخطر، يجب الاستثمار في التعليم التكنولوجي منذ سن مبكرة، سواء في المدارس أو من خلال برامج مجتمعية تهدف إلى توعية الأفراد بأهمية اكتساب مهارات رقمية، كما يجب توفير وصول عادل إلى الإنترنت وأدوات التعليم الرقمي للجميع، لتقليل الفجوة الرقمية وضمان أن جميع فئات المجتمع تملك القدرة على مواجهة الاستبداد الرقمي.




ويجب ملاحظة أن الأمية التكنولوجية ليست مجرد مشكلة فردية، بل تهديد يمتد إلى المجتمع ككل، إذ تُضعف الجهل الرقمي قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات واعية وتُمكّن الأنظمة الاستبدادية من استغلال الفجوات المعلوماتية لتحقيق السيطرة، لذلك، يجب أن يكون التعليم التكنولوجي جزءًا أساسيًا من خطط التنمية المجتمعية لضمان تكافؤ الفرص والحد من سيطرة الاستبداد.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *