كيفية حل الجرائم فى الفضاء.. تفاصيل جديدة يطرحها علماء الطب الشرعى
يعيد برنامج أرتميس التابع لناسا رواد الفضاء إلى القمر مع إنشاء مختبر مداري دائم بحلول نهاية العقد، وفي الوقت نفسه، تتخذ الشركات الخاصة خطوات مهمة في نقل العملاء الذين يدفعون إلى الفضاء، ومع توسع بصمة البشرية إلى ما هو أبعد من التضاريس المألوفة للأرض إلى القمر، وربما أبعد من ذلك، يظهر مجال جديد مثير للاهتمام وهو الطب الشرعي الفلكي.
وفقًا لما ذكره موقع “phys“، يمثل الفضاء بيئة فريدة وقاسية لتحقيقات الطب الشرعي، حيث توفر الإعدادات التي تظهر الجاذبية المتغيرة، والإشعاع الكوني، ودرجات الحرارة القصوى، والحاجة إلى أنظمة مناخية توفر الأكسجين، بعض الأمثلة على المتغيرات غير الأرضية التي يواجهها المستكشفون المستقبليون.
على عكس الأرض، حيث تشكل الجاذبية، وهي قوة ثابتة، العديد من جوانب واقعنا، فإن الانخفاض الكبير في الجاذبية في الفضاء يقدم تحديات جديدة في فهم كيفية تصرف الأدلة.
يعد هذا التحول أمرًا بالغ الأهمية لعلوم الطب الشرعي، مثل تحليل أنماط بقع الدم، والذي يعتمد بشكل كبير على تأثيرات الجاذبية لتحديد الظروف التي تتشكل فيها بقع الدم.
كما أن فكرة الجاذبية في الفضاء تستحضر صور رواد الفضاء المعلقين في فراغ الفضاء أو في محطة الفضاء الدولية (ISS).
ولكن بالنسبة لعلم الطب الشرعي مثل تحليل أنماط بقع الدم، تلعب الجاذبية دورًا حاسمًا في كيفية تفاعل الدم السائل المحمول جواً مع السطح ويخلق أنماط البقع، وتحليل نمط بقع الدم هو استخدام ديناميكيات الموائع والفيزياء والرياضيات لفهم رحلة الدم وأصله وتفسير كيفية ترسيبه على السطح في التحقيقات الجنائية.
ومن هذا المنطلق تناولت دراسة نُشرت مؤخرًا، سعى العلماء إلى فهم المبادئ الأولية لكيفية تأثير بيئة الجاذبية المتغيرة في الفضاء على تخصصات علوم الطب الشرعي المستقبلية، التي نُشرت في مجلة Forensic Science International: Reports.
وتم إسقاط عدد من قطرات الدم على قطعة من الورق، ثم تم تحليل بقع الدم الناتجة باستخدام البروتوكولات الأرضية الروتينية، وفي حين أن المفهوم يبدو بسيطًا، إلا أنه كان هناك تحدي يتمثل في إنشاء منطقة آمنة، ويمكن التحكم فيها لإجراء التجارب على طائرة كانت تسقط بشكل أساسي على الأرض لمدة 20 ثانية.
كان لا بد من ربط البيئة التجريبية بمقصورة طائرة البحث، وتسهيل السيطرة على جميع عمليات توليد بقع الدم والتوثيق.
أُجريت التجارب داخل غرفة حضانة أطفال مُعاد استخدامها، تُستخدم هذه الغرفة في أبحاث طب الفضاء لدراسة السيطرة على النزيف.
تم استخدام نظير اصطناعي للدم بدلاً من الدم الحقيقي بسبب المخاوف من المخاطر البيولوجية في مقصورة الطائرة.
يحاكي هذا البديل التناظري الخصائص الفيزيائية لزوجة الدم والتوتر السطحي، لبدء التجربة، تم تحميل الدم التناظري في حقنة، وبمجرد تحفيز الجاذبية الصغرى في السقوط الحر، تم الضغط على المحقنة يدويًا لتسليط الدم عبر 20 سم على ورقة بيضاء.
وفي حين أن هذا لا يشبه كثيرًا السيناريوهات الإجرامية الحقيقية، إلا أن التفاعل بين الدم والسطح هو الذي يهم محقق الطب الشرعي، وليس الآلية الفعلية للإسقاط، ثم تم تصوير الأوراق الملطخة بالدماء وتحليلها وفقًا للإجراءات العادية.
وجد العلماء، أن الجاذبية الصغرى تغير بالفعل سلوك قطرات الدم والبقع التي تسببها، بينما على الأرض، يميل الدم إلى السقوط بطريقة مكافئة، حيث تسحبه الجاذبية إلى الأسفل حتى يصطدم بالسطح، لكن في هذه الحالة، استمر الدم في السير في خط مستقيم حتى وصل إلى السطح.
سيصبح هذا الاختلاف أكثر وضوحًا على مسافات أكبر، لكن القيود التشغيلية لطائرة البحث ذات القطع المكافئ تعني أنه سيكون من الصعب إعادة إنشائها بشكل فعال، ولكن النقطة التي اتضحت هنا أن هذا المجال يحتاج لمزيد من البحث والتوصل إلى حقائق وعلم جديد لكيفية التحقيق في الجرائم في الفضاء من جانب منظور الطب الشرعى بما يناسب بيئة الفضاء المختلفة.