كيف تستطيع العناكب شم الروائح؟.. دراسة جديدة تكشف السر




كشفت دراسة حديثة عن أن العناكب تستخدم شعيرات خاصة على أرجلها لاكتشاف الروائح المحمولة جوًا، ما يوفر فهمًا جديدًا لقدراتها الحسية، وهو ما يوضح كيفية تمكن العناكب – التي تفتقر إلى قرون الاستشعار مثل الحشرات – على التعرف على الروائح مثل الفيرومونات.


اكتشاف الشعيرات الشمية


وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة “Proceedings of the National Academy of Sciences”، تم العثور على هياكل مجهرية تُعرف بـ”sensilla ذات المسام الجدارية” على الأرجل العلوية لعناكب الدبور الذكور البالغة (Argiope bruennichi)، ويُعتقد أن هذه الهياكل تلعب دورًا حاسمًا في اكتشاف الفيرومونات.


كما أظهرت الفحوصات المجهرية الإلكترونية عالية الدقة وجود الآلاف من هذه الهياكل، والتي كانت غائبة لدى الإناث والذكور غير البالغين، مما يدعم دورها في اكتشاف الشركاء المحتملين عبر الإشارات الكيميائية.


استجابة للفيرومونات


أظهرت التجارب حساسية هذه الهياكل لمركبات الفيرومونات؛ حيث تسببت كميات ضئيلة تصل إلى 20 نانوجرامًا في استجابات عصبية ملحوظة، وشملت التجارب تعريض هذه الهياكل لنفثات من الفيرومونات، ولوحظت الاستجابات بشكل متسق عبر أزواج الأرجل المختلفة، واستنتج الباحثون أن النظام الشمي للعناكب يتمتع بحساسية تضاهي تلك الموجودة لدى الحشرات، مما يبرز قدراتها المتقدمة في الكشف الكيميائي.


دلالات أوسع


امتدت الدراسة لتشمل 19 نوعًا آخر من العناكب، وأكدت وجود هذه الهياكل في معظم الذكور، مما يشير إلى أن هذه السمة تطورت عدة مرات، ومع ذلك، لوحظ غياب هذه الهياكل في بعض الأنواع البدائية، ومن المتوقع أن تركز الأبحاث المستقبلية على كيفية اكتشاف العناكب الإناث للروائح، وأنواع المواد الكيميائية المرتبطة بسلوكياتها، والجوانب التطورية لحاسة الشم لدى العناكب.


هذا الاكتشاف يوفر أساسًا لفهم الآليات الحسية المتطورة التي تتحكم في سلوك العناكب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *