المسطح المائى الأكثر ملوحة فى العالم.. لا يتجمد عند 50 درجة فهرنهايت
تقع بركة دون جوان الضحلة فى وديان ماكموردو الجافة فى القارة القطبية الجنوبية، وهى أكثر مسطح مائى ملوحة فى العالم، بمحتوى من الملح يجعل البحر الميت أقل ملوحة منه، وتظل سائلة حتى عند درجة حرارة -58 درجة مئوية (-50 درجة فهرنهايت).
تبدو بركة دون جوان التى يبلغ عمقها 4 بوصات وكأنها بركة كبيرة أكثر من كونها بركة حقيقية، لكنها كانت تثير اهتمام العلماء لعقود من الزمان، كان من المؤكد أن بركة سائلة بهذا الحجم فى بيئة تشبه الكائنات الفضائية حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى -50 درجة فهرنهايت ستلفت الانتباه فى مرحلة ما، وكانت هذه المساحة المائية الصغيرة تعج بالعلماء منذ اكتشافها فى عام 1961، وكشف تحليل سريع أن محتواها من الملح يبلغ حوالى 40%، ولوضع ذلك فى المنظور الصحيح، فإن محيطات العالم لديها نسبة ملوحة تبلغ 3.5%، وتتراوح نسبة الملوحة فى بحيرة الملح الكبرى بين 5 و27%، والبحر الميت الشهير بنسبة ملوحة 34%، بحسب oddity central.
أكثر مسطحات المياه ملوحة فى العالم تقع فى وادٍ فى واحدة من أكثر البيئات جفافا على وجه الأرض، حيث لا تمطر أبدا ونادرا ما تتساقط الثلوج، وتتوج المسطحات المائية القليلة الأخرى فى المنطقة بعدة أمتار من الجليد الصلب، ولكن المياه الغنية بكلوريد الكالسيوم فى بركة دون جوان نادرا ما تتجمد، وتعمل جزيئات الملح على خفض نقطة تجمد الماء عن طريق التحرك بين الجزيئات ومنع تكوين شبكة بلورات الجليد.
المسطح المائي
أحد أعظم ألغاز بركة دون جوان هو أصلها، لعقود من الزمان، اعتقد العلماء أن المسطح المائى الذى يبلغ عمقه الكاحل كان يتغذى باستمرار على المياه الجوفية التى تتدفق إلى السطح، ولكن قبل حوالى عقد من الزمان، أظهر الجيولوجيان جاى ديكسون وجيمس هيد من جامعة براون أن المياه المالحة تأتى على الأرجح من الغلاف الجوى، وبتركيب الكاميرات، تمكنوا من إظهار أن الأملاح الموجودة فى تربة وديان ماكموردو الجافة تمتص الرطوبة من الهواء من خلال عملية تسمى التحلل المائى، ثم تتسرب هذه الأملاح الغنية بالمياه إلى بركة دون جوان، وغالبا ما تختلط بمياه الذوبان من الثلج والجليد.
وهناك أمر آخر مثير للاهتمام حول بركة دون جوان وهو إمكانية احتواء مياهها شديدة الملوحة على أشكال حياة مجهرية، إن إمكانية بقاء الحياة فى مثل هذه البيئة القاسية تشير إلى وجود حياة أو وجودها ذات يوم على كواكب مثل المريخ.
وأوضح جاى ديكسون: “من المؤكد أن هناك بيولوجيا فى محيط البركة وبعض الأدلة على النشاط البيولوجى فى البركة نفسها، ولكن يمكن تفسير هذا النشاط من خلال العمليات غير الحيوية، المريخ يحتوى على الكثير من الملح وكان يحتوى على الكثير من الماء”.