ناسا ترصد هياكل غريبة على شكل X في الغلاف الجوي قد تؤثر على GPS




اكتشفت وكالة ناسا تشكيلات أبجدية ضخمة على الأرض يمكن رؤيتها من الفضاء، وتحديدًا الأشكال X والأشكال C، ويقول الخبراء إنها مصنوعة من جسيمات مشحونة في منطقة عليا من الغلاف الجوي للأرض تسمى “الأيونوسفير”.


وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البرطانية، يسمح الغلاف الأيوني، حيث يلتقي الغلاف الجوي لكوكبنا بالفضاء، بإنتقال إشارات الراديو لمسافات طويلة، لذلك، من المحتمل أن تتداخل هذه الجسيمات مع إشارات الاتصال والملاحة (GPS)، مما يؤثر على العمليات على الأرض.

تم اكتشاف هذه الأشكال بواسطة القمر الصناعي للمراقبة العالمية (GOLD) التابع لناسا، والذي تم إطلاقه في يناير 2018، وقالت ناسا في بيان: “من كان يعلم أن الغلاف الجوي العلوي للأرض لديه مثل هذه الأشكال الأبجدية؟”.




وأضافت ناسا، “لقد كشفت مهمة GOLD عن تكوينات غير متوقعة على شكل C وX في طبقة مكهربة من الغاز مرتفعة فوق رؤوسنا تسمى الأيونوسفير”، موضحة “أن ظهورهم المفاجئ يثبت أن لدينا المزيد لنتعلمه عن الغلاف الأيوني وتأثيراته على إشارات الاتصال والملاحة التي تمر عبره.”




ويتم إنشاء الأشكال في طبقة الأيونوسفير، وهي منطقة تمتد ما يقرب من 50 إلى 400 ميل فوق سطح الأرض، وتوصف بأنها “الواجهة الديناميكية للأرض مع الفضاء”.


يصبح الغلاف الأيوني مشحونًا كهربائيًا خلال النهار عندما يضرب ضوء الشمس كوكبنا وتطرد طاقته الإلكترونات من الذرات والجزيئات.

وهذا يخلق تشكيلات من الجسيمات المشحونة، المعروفة باسم البلازما، والتي تسمح لإشارات الراديو ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بالسفر لمسافات طويلة.

وبالقرب من خط استواء الأرض، يتم توجيه هذه الجسيمات المشحونة للأعلى وللخارج على طول خطوط المجال المغناطيسي، مما يؤدي إلى إنشاء حزامين كثيفين من الجسيمات شمال وجنوب خط الاستواء يسميهما العلماء “القمم”.




ووفقا لوكالة ناسا، تندمج هذه القمم لتشكل شكل X عند النظر إليها من الفضاء، وهو يشبه شكل الكروموسومات الموجودة في الخلايا البشرية.

وبينما تمت ملاحظة هذه الأشكال الأبجدية من قبل، فإن GOLD يجدها الآن في مكان وزمان لم يتوقعه العلماء.




وقال الدكتور جيفري كلينزينج من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيلت بولاية ماريلاند: “هذا أمر متوقع خلال الأحداث المتطرفة، ولكن رؤيته خلال وقت الهدوء يشير إلى أن نشاط الغلاف الجوي السفلي يدفع بشكل كبير بنية الغلاف الأيوني.”




وتشير النماذج الحاسوبية إلى أن X يمكن أن يتطور عندما تؤدي التغيرات في الغلاف الجوي السفلي إلى سحب البلازما إلى الأسفل.

وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن تتشكل أشكال C بسبب الاضطرابات القوية في الغلاف الجوي، مثل الدوامة أو قص الرياح أو النشاط الشبيه بالإعصار، ونظرًا لأن الغلاف الأيوني يلعب دورًا حيويًا في تمكين الاتصالات اللاسلكية، يقول الفريق إنه من المهم حقًا معرفة سبب ظهور الأشكال بالضبط.




وخلص الفريق إلى أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تلعب دورا حاسما في تطوير القدرة على التنبؤ بالطقس الفضائي، ونُشرت ورقة بحثية تتضمن تفاصيل النتائج في مجلة البحوث الجيوفيزيائية: فيزياء الفضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *